دائما ما نسمع عبارة (الفن أخلاق) أو اللوحة لا قيمة لها إلا بأخلاق صاحبها وقد نفهم من هذا أن من تسوء أخلاقه لا يستطيع أن يقدم عملا فنيا
فيحصل التباين بين جمال اللوحة مع سوء أخلاق صاحبها مثلا
وهنأ يبدأ تساؤل كبير حول هذا الأمر والأصل أنه لا علاقة بين لوحة الفنان وأخلاقه من ناحية الأداء وإنما العلاقة الفعلية بين العمل الفني والأخلاق هو في تقديم الفن لا في ذات الفن
فقد يكتب الخطاط عبارات جميلة ونصائح منمقة ثم في واقعه هو بعيد كل البعد عنها فهنا يحصل التباين بينه وبين فنه في تقديمه للناس (لم تقولون ما لا تفعلون) والناس تستقبح الفصل بين ما يقوله أو يكتبه الفنان وبين تصرفه وأخلاقه في التعامل
وهنا تظهر المشكلة الكبيرة في الفصل بين الفن وصاحبه
ولهذا بعض الفنانين خير لك أن ترى عمله من أن تراه فإن رأيته استقبحت ما قام به من فن دون أن يؤثر على أخلاقه وسلوكه ولذلك يظل الفن فنا حتى ترى صاحبه فإما يزيد من قيمة فنه أو يجرد الفن منه
زكي الهاشمي