في مواقف الحياة المختلفة نتقاطع مع الكثير من الأشخاص الذين يطلبون منا المساعدة أو الخدمة الفنية أو غيرها وفي كثير من الأحيان يكون هؤلاء الناس محتاجين حقا ومساعدتهم تمنحنا شعوراً بالرضا والأجر والإنسانية ولكن هناك نوع آخر من الناس يجعلون من الطلب عبئا ومن العطاء واجبًا مرهقا بل ومصدرًا للشعور بالاستغلال والإجبار.
من المزعج أن نواجه أولئك الذين يأتون إلينا بطلباتهم لا بلهجة التقدير والاحترام بل بصوت مرتفع ونبرة متعالية. يشعرونك وكأنك مدين لهم وأنك ملزم بتلبية رغباتهم دون اعتبار لظروفك أو مشاعرك وهذا التصرف يجعل من العطاء فعلاً بلا روح بلا سعادة وبلا معنى.
كم هو محزن أن تنقلب الأمور فبدلاً من أن تكون المساعدة مصدر فرح وقرب تصبح سببًا للتوتر والضغط وعندما تعتذر عن عدم قدرتك على المساعدة بسبب ظرف طارئ أو عدم توفر الوقت ينفجر غضبهم وتسمع عبارات جارحة لا تليق تكتشف حينها أن عطائك لم يكن موضع تقدير بل كان مجرد وسيلة لاستغلالك.
إنه حقا مرض عجيب يتفشى بين بعض الناس، يجعلهم
ينسون جوهر الإنسانية في التعامل والتعاون فمن المهم أن يتعلم الآخرين أن طلب المساعدة يجب أن يكون بلباقة واحترام.
لا تقتصر المشكلة على الضغط الذي يشعر به من يطلب منه الخدمة بل تمتد لتكشف عن أخلاق سيئة وسلوكيات غير لائقة لهؤلاء الأشخاص يظهرون عدم احترامهم للآخرين بشكل واضح ويفشلون في بناء علاقات صحية ومتينة مع من حولهم ومع مرور الوقت سيجدون أنفسهم في عزلة حين يفقدون ثقة الناس واحترامهم بل وفقدوا أيضا من كان يمكن أن يقدم لهم المساعدة بصدق وإخلاص.
في نهاية الأمر، نحن لسنا مجبرين على تلبية جميع الطلبات، وليس علينا أن نرضخ لكل صوت مرتفع ونبرة متعالية بل علينا أن نختار متى وكيف نقدم المساعدة وأن نحافظ على الحدود بيننا وبينهم
فالعطاء الحقيقي لا يأتي من الإكراه، بل من الرغبة الحقيقية في المساعدة والقدرة على العطاء.
زكي الهاشمي
حين يصبح الطلب عبئا
حين يصبح الطلب عبئا
قد يعجبك أيضا