في رحاب الحياة نجد أن كل شيء يسير نحو التطور ولا عجب أن تكون الفنون في طليعة هذا التطور، فهي وليدة الذوق والذوق بطبيعته متغير، ومعايير الجمال تتبدل مع الأزمان. هذا يستدعي أن تتجدد الفنون لتواكب التغيرات. بيد أن التقليديين يترجمون التراث على أنه إبقاء الماضي جامدًا دون ابتکار، فيتشبثون بالقواعد التي يستخدمونها كقيد يعوق التجديد. لقد أسيء استخدام مصطلح “قاعدة، فالقاعدة هي تفاعل قديم أطر ليصبح ثابتًا، باعتباره نتاج عقول قد رحلت عن عالمنا. هذه القواعد ليست سوى مرايا تعكس الماضي، وتصلح كنقطة انطلاق نفهم منها تاريخنا، ولكنها ليست أغلالا تحد من حركتنا نحو المستقبل. التقليديون يعتقدون أن هذه القواعد يجب أن تستمر في سريانها، فيعترضون على كل ما هو جديد بحجة الحفاظ على التراث. لكن الحقيقة أن الفنون تزدهر بالابتكار والتغيير التراث هو إرثنا الغني ولكنه ليس صنمًا يمنعنا من التجديد. الفن الحقيقي هو الذي يجمع بين عبق الماضي ورؤية المستقبل، يعيد صياغة التراث بأسلوب معاصر، فيمنحه حياة جديدة تنبض بالإبداع. هكذا، يُصبح التراث حيًا لا يقتصر على الزمن الماضي، بل يتجدد في كل لحظة، ويتألق مع كل ابتکار. زكي الهاشمي
الفنون تزدهر بالابتكار و التطور
الفنون تزدهر بالابتكار و التطور
قد يعجبك أيضا