إن تراث فن الخط العربي وجمالياته الرفيعة لا تتناسب مع جمهوره المحدود، وذلك لأن الخطاطين قدموه فقط من منظور تقليدي ضيق، مما حصره في إطار ضيق ومنعه من التوسع في فضاءات أرحب. إذ يعتقد البعض أن توسيع مساحات الخط العربي يقلل من قيمته أو يضر بقواعده، ولكن الحقيقة هي أن تقديمه بشكل أوسع يعزز من مكانته، ويسهم في الكشف عن جمالياته العميقة، ويدفع الآخرين لاكتشافه.وإن بناء جمهور واسع لا يتحقق بانتظار المتخصصين لدراسة هذا الفن فحسب، بل يجب علينا أن نعرضه لجمهور أوسع ومن يبحث في الجانب التقليدي فقط يشاهد زاوية واحدة من زوايا جمالياته، بينما نحن بحاجة إلى الوصول إلى جمهور يقدر كل أبعاده. أو ينظر إلى زوايا لم تُكتشف بعد, ولتحقيق هذا الانتشار، يجب أن نعرض الخط العربي أيضا بطرق تتماشى مع العصر، مثل دمجه مع الفنون الحديثة والتصميمات المعاصرة، واستخدام الوسائط الرقمية وتنظيم ورش تفاعلية، وتطبيق تقنيات الواقع الافتراضي، والتعاون مع فنانين من مجالات متنوعة، وهذا بلا شك سيعزز من تقدير هذا الفن ويفتح أمامه آفاقًا جديدة تتجاوز الحدود التقليدية.
زكي الهاشمي
تراث فن الخط العربي وجمالياته الرفيعة
تراث فن الخط العربي وجمالياته الرفيعة
قد يعجبك أيضا