السطر بين المعنى اللغوي والمفهوم الفني الاستقامة ها تفسير مختلف في الفن كونها جانب هندسي قاس وثابت فلهذا لجأ الفنانون في ضبط قواعد الأحرف المفردة الى تنزيل المفردات من أصل الدائرة بحيث تتلائم المفردات مع الدائرة تلائما كليا او نسبيا فتم ضبط المفردات على الدائرة ثم تم ضبط الأحرف على جزء من هذه الدائرة وهو القوس وتختلف المفردات في حجم القوس كالباء والنون
حتى تم عمل الوصل ايضا بشكل قوس وزيادة القوس وقصره ينتج عنه تناغم بشكل عام مع الأسلوب فيتم التغيير الذي يتناسب مع هذا القوس مع كل وصل وحرف وكتلة
وهذه المفاهيم الفنية هي التي أحيت السطر الجامد في المفهوم الهندسي وجعلت منها هندسة روحانية اي قابلة للتغيير والاجتهاد ضمن الجمال
فالمفهوم اللغوي يبحث في السطر كاستقامة لها بداية ونهاية ليس فيها ميلان حتى ان الميلان في رأيهم ان وجد فهو خرق لغوي لمبدأ السطر المستقيم
والملحق الذي يتكلمون عنه هو ضبط السواد كاملا على هيئة واحدة تقابلها اليوم الأسطر الخاصة بالحاسوب الآلي فهي سطر لكنها من منظور لغوي
اما المنظور الفني للسطر فان السطر يتكون مع الكتابة وليس قلبها وهو خارج حدود اللغة بحيث نتكلم عن السطر من عدة منطلقات
منها المنطلق الوهمي الذي يقود الكلمات لإنشاء سطر فني يتجاوب مع علم الفنان بالأماكن التي يجب ان يضع فيها الكتل والمفردات
والاجمل في هذا المفهوم انه مفهوم متغير يتواكب مع جملة الاحتمالات والتصرفات بحيث ينطلق من أصل الاحتمال ولا ينطلق الاحتمال منه اي انه تابع للنص يشكله النص حيث شاء
وهنا يأتِ الفرق بين المفهومين بمن يشكل النص ومن يشكله النص .
ان العلاقات الجمالية بين الكتل تقوم على أساس الوصل والتوسط والتركيب والمد وهذه الأسس تختلف مع كل نص بما يستحيل على سطر ثابت ان يشكلها مع اختلافها ويمكن ثبوت السطر اللغوي اذا افترضنا ان النص مكرر بنفس الكلمات والاحتمالات آي نسخا مكررة بحيث يتكرر السطر الذي تكون أثناء الكتابة
اما لو تم التغيير ولو حالة واحدة في احتمال الكلمة أو الكتلة فهنا يتغير الناتج الفني للسطر .
وعند الكتابة يكون السطر الذي وضعناه مسبقا هو القاعدة لأول شيء يتم كتابته فقط ثم ينطلق الخطاط بعدها مما كتب دون ان يتدخل السطر في تغيير ولو نسبة بسيطة في أماكن الأحرف والكتل والتشكيل . وعلى هذا الأساس يجب التفريق بين المفهومين اثناء الكتابة.
زكي الهاشمي