السعي في المجال الفني يبقي صاحبه حيا كونه يستفيد ويُفيد وسعادته تنبع من العطاء ولا شك أن الرسالة الفنية للخط العربي في نشر ثقافته في
الجانب التاريخي أو جانب الممارسة
وقد ورثنا عن أساتذتنا الكثير من التراث التقليدي والذي بدورنا نحافظ عليه كأحد أركان الاهتمام فلدينا جانب تقليدي موروث نحافظ عليه كما هو دون زيادة أو نقصان وجانب آخر فيه تجديد ومحاولات وزيادات تعتمد على ما سبقها وتقارب حاضرها في التجديد والجانب الأول وهو الجانب التقليدي الموروث بلا شك أنه واضح المعالم لا سيما في الجانب التطبيقي فقد وصلتنا الكثير من الأمشاق التي تظهر من خلالها التفاصيل الدقيقة عوضا عن أساسيات الضوابط المعروفة .
ولكن ما أراه من ممارسة هذا التراث التقليدي في الجانب التعليمي يحتاج إلى مراجعة
فهناك من يعطي دورات ودروس وتصحيحات (بنية حسنة للحفاظ على هذا التراث) لا يمتلك أساسيات التعليم وأصول الصنعة
فقد يكون معذورا لسببين
الأول : قد يكون الدافع جميلا والنية حسنة فيبادر إلى التدريس دون الانتباه أو قياس مستواه عند مختص الثاني : قد لا يعلم أنه ليس مؤهلا للتدريس ولم يبادر أحد إلى نصحه
فلهذا الأصل أن نحسن النية بمثل هؤلاء
ولا يمنع من نصحهم والجلوس معهم
تدريس الفن بشكل عام ليس حكرا على مجموعة بعينها ولكن إضافة التراث التقليدي ضمن إعلاناتك
وحديثك يلزمك استيعابه وإلا كنت محرفا له اعمل دورة عن ابتكار جديد أو خط ابتكرت حروفه أو طريقة طورتها فهذا ميدانك الذي لا يشاركك فيه أحد لكن الدورات التي تقدم باسم منهج محمد شوقي أو غیره ثم تكون المخرجات ليس لها علاقة بما ذكر لهو أمر يحتاج إلى وقفة
نصيحتي لمن يدرب أو يصحح الخط العربي أن يكون واعيا بشكل أكثر لصحة النقل وسلامة المعلومة
والإحاطة البشرية بها
حفظكم الله وبارك فيكم